محافظة ديالى تواجه ازمة مائية
واجهت محافظة ديالى شرق العراق ازمة مائية كبيرة بعد قيام ايران دولة المنبع بقطع المياه الواردة الى العراق دولة المصب عن نهر الوند داخل الاراضي العراقية منذ عام 2011 والذي يروي الاراضي الزراعية والتي تعتبر المحور الاقتصادي الكبير في المحافظة حيث تشكل زراعة الرز والقمح والشعير بنسبة 70%من اراضيها فضلا عن زراعة بساتين الموالح والنخيل على الرغم من عدم تجرأ ايران باتخاذ هذا الاجراء في ظروف الحرب العراقية الايرانية الشرسة لثماني سنوات وما نجم عن قطع المياه كارثة بيئية ادت الى التصحر اذ تحولت مدينة مندلي من مدينة التمور الى مدينة السكراب للذخائر العسكرية المعطوبة وبعد ان ساهم انتاج محافظة ديالى في الدخل القومي من تصدير التمور والاكتفاء الذاتي بانتاج الحبوب اخذ شكل التصحر يزحف بشكل كبيربسبب شحة المياه يضاف الى التغيير المناخي الذي طرأ مؤخرا في العالم ومنه مناخ العراق يتميز بالجفاف والحار ادى الى زيادة في انتشار الامراض السرطانية آخذه بالتصاعد بتقدم السنوات وسجل عام 2019 اعلى فترة اصابة عن السنوات السابقة وعند توثيقي للواقع البيئي في المحافظة لاحظت التشوهات الخلقية والامراض السرطانية في قضاء مندلي الحدود الشرقية للعراق مع ايران اذ تعرضت الناحية الى استهدافها جويا من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية عام 2003 ولم تميز بين المقرات العسكرية والمدنية فاصابت اكثر من خمسين دبابة عراقية وآليات عسكرية اخرى انصهرت في مكانها ولازالت لم يرفع منها الا قليل من قبل الجيش العراقي الحالي وخاصة في ناحية كنعان التابع لقضاء بلدروز حيث يعاني الاطفال هناك من الامراض السرطانية النادرة والمستعصية المنتشرة وبعد ان حقق العراق نجاحا كبيرا في القضاء على مرض شلل الاطفال رغم فرض الحصار الاقتصادي عليه وشحة الادوية والغذاء وحليب الاطفال اصبح مرض السرطان السبب الرئيسي للوفاة في محافظة ديالى وتشهد العوائل باصابة اكثر من فردين ويصل الى خمسه اوستة افراد بالمرض ذاته
كما تشهد المنطقة الموت المفاجيء للكلاب السائبة التي تتغذى وتنام وتتمرغل في العراء ولاسباب غامضة وكذلك الحال مع الطيوروزيادة معدل الوفيات بالامراض السرطانية والتشوهات الخلقية ويتمركز فيها موقع طمر للنفايات وعلى طول مسافة كيلو متر تقريبا ولدي الوثائق التي تثبت صحة هذا وان محافظة ديالى كانت الواجهة العسكرية للحرب العراقية الايرانية كما استهدفت من قبل قوات التحالف الدولي في عام 1991 و2003 والقتال العنيف بين قوات التحالف الدولي وتنظيم القاعدة منذ عام 2005 واستمر لثلاث سنوات
واحمل الادارتين الامريكية والبريطانية مسؤولية التدهور البيئي والانساني الذي حل بالعراق بسبب غزوهما للعراق في عام 2003واطالبهم بانقاذ العراق بكل الوسائل المتاحة ومساعدته في رفع الدعاوى القضائية ضد جمهورية ايران الاسلامية في محاكم الدول الفيدرالية او محكمة العدل الدولية باحترام واستعادة حقوق العراق التاريخية في تطبيق القواعد والمواثيق للدول المتشاطئة
وعلى الامم المتحدة ان تاخذ دورها الحقيقي والانساني وان لاتقف موقف الحياد اتجاه العراق وشعبه الذي عانى من ويلات الحروب وان تقوم بدوها في تطبيق بنود الاتفاقيات الدولية في حماية المدنيين بشكل عام والاطفال والنساء والاجيال القادمة بشكل خاص ومنع الانهيار البيئي بتطبيق الاتفاقيات الدولية لحماية البيئة وان لاتكون حبرا على ورق واخصها في مباديء واهداف ميثاق الامم المتحدة ماورد في ديباجة الميثاق (انقاذ الاجيال المقبلة من ويلات الحرب وفق الفقرة 4 من المادة 2)
ولعدم استجابة الحكومة لمناشداتي الجأ الى المجتمع الدولي وعلى رأسهم مجلس الامن الدولي والجامعه العربية وكافة منظمات وهيئات الامم المتحدة بتبني قضية التلوث البيئي في العراق وايجاد الحلول الدائمة والعاجلة واعلان محافظة ديالى منطقة منكوبة ومعالجة اسباب انتشار الامراض السرطانية والتشوهات الخلقية بارسال فرق متخصصة للتحري ان كان هناك نشاط الاشعاعي اوالتعرض لسموم الكمياوي في محافظة ديالى وفحص المواقع التي تم بها طمر نفايات ورفع الاليات العسكرية المنصهرة وتقديم الاغاثة العاجلة لمرضى السرطان من دواء ومياه صالح للشرب وحليب للاطفال واخلاء الحالات المستعصية للسفر خارج القطر وعلى نفقة دول التحالف وبناء مستشفى متخصص للامراض السرطانية في المحافظة وتعويض السكان المصابين ماديا ومعنويا والمزراعين المتضررين لتراجع خصوبة اراضيهم .
العالمة العراقية
#_اقبال_لطيف_جابر
أضف تعليق