عراق

الموجة الثانية للوباء تهدد بسحق تعافي أسواق الاخبار

الموجة الثانية للوباء تهدد بسحق تعافي أسواق النفط

ربما يكون صعود أسعار النفط قد وصل إلى نهايته، مع حقيقة أن الموجة الثانية من حالات الإصابة بفيروس كورونا والتي طالما كنا نخشاها تحدث حالياً.


ومن شأن ظهور موجة ثانية للوباء أن يُشكل تهديدات متجددة أمام الاقتصاد العالمي، بحسب تحليل نشره موقع "أويل برايس" للكاتب المتخصص في قطاع النفط والغاز والطاقة "نيك كننغهام".

وأثار انتشار جديد لحالات العدوى بالوباء في بكين خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي استجابة "وقت الحرب" من جانب الحكومة الصينية، وفقاً لمسؤول كبير في المدينة.

وتعرضت المدارس والأماكن الرياضية ومراكز التسوق والمتاجر الكبرى إلى جولة أخرى من عمليات الإغلاق والتفتيش.

وفي الولايات المتحدة، يتزايد انتقال العدوى في العديد من الولايات وسط عزوف الأمريكيين عن الاستمرار في ارتداء قناع الوجه والمبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعي.

ومع ذلك، على عكس ما حدث في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان بشأن تمركز الوباء في ولاية نيويورك فإن الطفرة الجديدة في حالات الإصابة كانت أكثر تركيزاً في الجنوب.

وأبلغت الولايات المتحدة يوم السبت الماضي ظهور ما يقرب من 26 ألف حالة إصابة جديدة بالوباء، وهي أعلى حصيلة في غضون شهر تقريباً.

ويقول "وليام شافنر" من كلية الطب في جامعة "فاندربيلت" في تصريحات مع شبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية إن الموجة الثانية قد بدأت.

ويضيف أن الوباء لم يرحل نهائياً، لذا فإن الأمر لا يبدو كما لو كانت هناك موجة أولى وثانية منفصلة.

لكن عودة ظهور حالات الإصابة في الأيام الأخيرة تسبب في حدوث موجة بيعية داخل الأسواق المالية.

وتعرضت أسعار النفط لمزيد من الهبوط في تعاملات الإثنين، بعد خسائر تتجاوز 10 بالمائة في أقل من أسبوع. (لكن الأسعار ارتفعت عند تسوية التعاملات بعد انخفاض يتجاوز 4 بالمائة)

ويرى رئيس أسواق النفط في شركة ريستاد إينرجي "بيورنار تونهاوجين" خلال بيان أن المخاوف من بدء موجة ثانية للوباء تسيطر على قاعات التداول من بكين إلى فلوريدا.

ويتابع: "تتحرك الأسواق وسط موجات من الخوف والطمع، وبعد أن تمتع الطمع بفترة طويلة من الصعود، بدأ الخوف في الظهور مجدداً".

ومن المتوقع أن يخفض صندوق النقد الدولي توقعاته بشأن الاقتصاد العالمي عند الإفصاح عن التقديرات الجديدة يوم 24 يونيو/حزيران الجاري.

وفي أبريل/نيسان الماضي، أوضح الصندوق الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد ينكمش بنحو 3 بالمائة هذا العام.

في حين أن المدير العام للصندوق "كريستالينا جورجيفيا" قالت في تعليقات يوم السبت الماضي أن الوباء كان ولا يزال يشبه تأثير الدومينو، مشيرة إلى الانتشار المستمر للفيروس حول العالم.

وذكرت كذلك أن الجميع يعلم أننا لن نشهد نهاية لهذا الوضع حتى ينتهي الوباء في كل مكان.

 
وفي بيانات اقتصادية، ارتفع الإنتاج الصناعي للصين بنحو 4.4 بالمائة خلال شهر مايو/آيار عند المقارنة على أساس سنوي، لكن الزيادة كانت دون المتوقع مما عزز مزيد من القلق بشأن التعافي الاقتصادي.

ويؤكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ولاية دالاس "روبرت كابلان" أن قوة الاقتصاد لا تتوقف فقط على التحفيز الفيدرالي وإعادة فتح الشركات ولكن كذلك على تدابير الصحة العامة بما في ذلك ارتداع القناع على نطاق واسع وغيرها من إجراءات الاحتواء للوباء.

ويضيف "كابلان" خلال مقابلة مع محطة "سي.بي.إس" أن مدى القيام بذلك بشكل جيد سيحدد مدى سرعة التعافي الاقتصادي.

ويتابع: "سوف نشهد نمواً بوتيرة أسرع إذا تم القيام بهذه الأشياء بشكل جيد، وفي الوقت الحالي فإن الأمور ليست متساوية نسبياً".

وفي الوقت نفسه، فإن تراكم النفط في أماكن التخزين من الأشهر القليلة الماضية أمر يثير الحيرة.

ومن المقرر أن تضيف الصين وحدها 440 مليون برميل إلى مناطق التخزين في غضون أول 6 أشهر من العام، بحسب مؤسسة "آي.إتش.إس ماركت" للأبحاث.

ومن شأن هذه الزيادة أن تكون الأكبر على الإطلاق من جانب أيّ دولة.

وفي الواقع، ساهم هذا التراكم في المخزونات في الصين في زيادة أسعار النفط، حيث وفر مصدراً للطلب خلال أعمق فترات الانكماش الاقتصادي.

لكن من غير الواضح ما إذا كان استمرار هذا المعدل من ضخ المخزونات يُعد بمثابة أمر ممكن.

ومما يزيد من أزمة سوق النفط حقيقة أن الأسعار قد ارتفعت إلى مستويات أعلى مما ينبغي قبل أن تُكشف البيانات الأخيرة عن زيادة في حالات الإصابة بوباء "كوفيد-19".

وكتب "كومرزبنك" خلال مذكرة بحثية صادرة أمس الإثنين، أنه يمكن تفسير حجم الموجة البيعية بالتفاؤل المفرط المبكر، مع الإشارة إلى رهانات المضاربة على ارتفاع أسعار النفط.

ويوضح أن صافي المراكز الشرائية التي نفذها مديري الأموال على خام غرب تكساس في بورصة نيويورك للعقود الآجلة للسلع شهد زيادة أكبر في الأسبوع المنتهي في 9 يونيو/حزيران، ووصل لأعلى مستوياتها منذ يوليو/تموز عام 2018 عند حوالي 400 ألف عقد.

ويضيف البنك أن أسواق النفط تتجاهل الأمور السلبية، مع التركيز فقط على الأنباء الإيجابية مثل انخفاض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة واتفاق تخفيضات الإمدادات من جانب "أوبك+".

ولم يتلاشى وباء كورونا بشكل نهائي لكنه ينتشر حالياً في مناطق جديدة.

ومؤخراً، انتقلت البرازيل إلى المركز الثاني من حيث حصيلة الوفيات الإجمالية بسبب الفيروس.

ومن المرجح أن تصبح التوقعات بشأن سوق النفط أكثر قتامة مجدداً بسبب ضعف البيانات الاقتصادية والمخاوف من اندلاع موجة ثانية من وباء "كوفيد-19"، وفقاً لـ"كورمز بنك".

ويشير البنك إلى أن الطلب خارج الصين لا يزال ضعيفاً، وهو ما يفسر سبب توقعه بأن تشهد أسعار النفط مزيداً من الانخفاض على المدى القصير.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.