عراق

مع_اقتراب_موعد_حصاد_محصول. الشلب ... #اين_وماهو_مصير_الرز_العنبر_العراقي ...



تقرير / عامر عبدالعزيز 
حسب الروزنامة الزراعية مع بداية شهر تشرين الثاني من كل عام يستعد فلاحو  محافظات الفرات الاوسط لموسم حصاد محصول الشلب والذي يحلو للبعض من تسميته حصاد العنبر  ، فقد اعتاد الفلاح في محافظات بابل و النجف و الديوانية و السماوة والعمارة أن يتهيء منتصف شهر تشرين الثاني من كل عام  لحصاد الحقول المزروعة بمحصول الشلب ، ولكن هذه التوقيتات لم يعد لها مكان في تلك المناطق منذ ثلاث سنوات نتيجة قلة الأمطار والجفاف . 
وبكل تاكيد سيكون موسم حصاد الشلب هذا العام محدودا جدا وسيقتصر على زراعة شلب العنبر لغرض المحافظة على هويته  .
ولابد من العرض إلى ان السبب الرئيس لهذا التراجع و ايقاف زراعة الشلب ، أن العراق لم يعد يملك ما يغطي حاجة زراعة هذا النوع المميز من الرز  الذي يتطلب غمر مساحات واسعة بالمياه على مدى أشهر طويلة خلال الصيف اعتبارا من منتصف شهر أيار من كل عام .
الحقيقة التي لا يمكن لايمكن تجاهلها أن الرز العراقي ومع تقادم الأعوام و المتغيرات الجويه الجفاف و انخفاض منسوب نهري دجله والفرات وسوء التخطيط فإن ( التمن العراقي ) سيختفي من المائدة ويكون مقتصرا على نخبة من الناس . 
و لو استرجعنا ذاكرة الزمن وتابعنا المخطط الانسيابي لإنتاج الشلب في البلاد خلال عقدين من الزمن سنجد أن أعلى معدل إنتاج رقمي وصل له المحصول  كان في 2007 - 2008 حيث أنتج بحدود 330 الف طن ، وهذا الإنتاج لم يكن هكذا ، كون ضوابط التسويق كان فيها نوع من المرونة من خلال استمرار استلام المحصول من الفلاح مع تجهيز المجارش !!! . 
ولابد من الإيضاح إلى تاريخ تراجع الإنتاج و انحساره بدء من موسم 2010- 2011 ، عندما تم اختزال عدد المحافظات التي سمح لها بزراعة الشلب اقتصرت على ثلاث أو أربع محافظات فقط النجف الاشرف و الديوانية و السماوة وبابل تنفيذا لتوجيهات وزارتي الزراعه و الموارد المائية ،  خاصة وأن زراعة العنبر تحتاج  إلى ما بين 10 إلى 12 مليار متر مكعب من المياه خلال الموسم الواحد ، وبالتالي "من الصعوبة زراعة محصول الشلب في المحافظات السلبيه بسبب استهلاكه العالي للمياه".  وبالتالي فإن التراجع في الإنتاج المحلي الزراعي لم يقتصر على الشلب فقط  .
بدء مسلسل التدهور الزراعي هذا منذ بضع سنوات، لكنه وصل إلى ذروته ، خلال السنوات الأربع الاخيره،  ويمكن اعتبار المحافظات الشلببه هي الأكثر تضررا من القرار الحكومي الخاص بمنع زراعه الشلب ، نظرا لتركز زراعة الشىب هناك، كما ستتضرر  بقيه المحافظات في محاصيل أخرى .
والجدير بالذكر إلى البنك الدولي سجل عام 2021، انخفاضا بنسبة 17,5% في النشاط الزراعي في العراق،  خاصة بعد مواسم الجفاف التي تعرض له البلد والمنطقة. 

وختاما  لابد  من الجهات المعنية أن تضع على طاولة الخبراء و الباحثين ( ملف ) زراعه الشلب و أن تبحث في روفوف مكتبتها طرق التطوير و زيادة الإنتاج و دور المكننه الحديثة في الري و امكانيه تطبيق تجارب البلدان المنتجه الرز  ، خاصة وأن القطاع الزراعي يعد  ثاني أكبر مساهم في الناتج الإجمالي المحلي بنسبة تتراوح مابين 5 - 10% بعد النفط، ويحتظن قطاع الزراعه بحدود ( 20% ) من الايدي العاملة .

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.