عن المغيسل كتب ... هادي جلو مرعي
كانت أخر مرة زرت فيها (المغيسل) في مقبرة لليهود في بغداد، وكتبت حينها( أسرار خلف الأسوار. أكبر مقبرة لليهود في العراق) وقال لي المسؤول عن تلك المقبرة : إن آخر من تم تغسيله وتكفينه فيه طبيبة يهودية ماتت من سنوات قليلة.
المغيسل تصغير للمغتسل الذي يوضع فيه الميت، ويتم إجراء عملية الغسل بطريقة فنية، ووضع بعض المواد التي يستحب أن تخلط بماء التغسيل، ولعل أكبر مقبرة في العالم هي مقبرة النجف، وتضم أشهر المغتسلات، وكذلك أشهر الدفانة، وحفاري القبور، والمغيسل كلمة لاتغيب عن شفاه العراقيين بسبب رسوخ ثقافة الموت والفناء والبكائيات.
عرفت من أصدقاء في مدينة النجف إن المياه التي يغسل بها الأموات تتسرب الى الفرات، ولعلي أفضل أن أترك امر توضيح ذلك الى أحد الشخصيات النجفية، وهو البروفيسور صالح القريشي الذي يخاطب رئيس الوزراء بالقول:
يادولة السيد رئيس الوزراء المحترم أقسم عليك بمن تعبد، وبالقرآن الكريم، وبالضمير الإنساني أن تأمر بايقاف المياه المسرطنة، ومياه تغسيل الأموات التي تصب في الفرات، وعلى مشروع ماء الكوفة، والتي تسببت بمئات من إصابات السرطان، والأمراض المعدية. إنها دعوة الى جنابك الكريم علما إن الموافقات بأصل الطلب موجودة، وقد أوقفت من قبل المحافظة، أصدر أمرك، ووفقك الله، وتقبل تحيات أهالي الكوفة الأصلاء.
أضف تعليق