عراق

انقلاب ميسي على الامريكان

عندما تكون من عشاق الساحرة المستديرة ومتابع جيد لكرة القدم، دوري أبطال أوروبا وخد عندك الإنجليزي والإسباني والإيطالي وحتى الفرنسي والألماني غير بطولاتنا العربية والشغف الكبير حاليا في السعودية وتسافر الى امريكا بلاد "العم سام" تأتي لتعيش فيها تتعرض لصدمة عمرك .
هذه حقيقة يدركها جيدا من يعيش في أمريكا  حيث ان كرة القدم على الهامش .. لا أحد يعرف عنها شيئا أو عن نجومها او عن بطولاتها ليس هذا فقط، بل لو قمت بعمل استفتاء عن اسم الدولة المنظمة لكأس العالم 2026 المقبلة لا يعرفون ان بلادهم " أمريكا " سوف تنظمها بالاشتراك مع كندا والمكسيك .

وفي أمريكا الاهتمام الأكبر بكرة السلة وكرة القدم الأمريكية وبطولة " السوبر بولو " التي تتوقف الحياة في كل الولايات المتحدة عند إقامة نهائي هذه البطولة وتكون بمثابة يوم وطني او بالأحرى احتفالية كبيرة يحضر الجميع بطقوس خاصة .. ولا تستغرب أن تجد أمام كل منزل " بورد " كرة السلة أو في كل مدينة العديد من ملاعب الرجبي او البيسبول وكذلك هوكي الجليد ولكن ملعب لكرة القدم صعب جدا .

وعندما تسأل أي مواطن أمريكي عن نجوم كرة القدم لا يجيبك بأي شيء ولكن لو تحدثت عن كرة السلة يحدثك عن ليبرون جيمس الذي تتصدر صوره معظم المتاجر الكبيرة علي غرار الأسطورة مايكل جوردن الذي له علامة مميزة في الملابس والاحذية الرياضية باسمه تغزو كل أمريكا والعالم . 
ولكن هذا العام حدث الانقلاب غير المتوقع وفقط من صفقة واحدة حدثت في الدوري الأمريكي وهي انتقال الأسطورة ليونيل ميسي الى فريق انتر ميامي .

وبعد أن كانت كرة القدم على الهامش ملاعب " ع الصامت " بلا جماهير أصبحت الآن  كاملة العدد بسبب البرغوث الارجنتيني ليس هذا فقط بل أن نجوم المجتمع الأمريكي اصبحوا يقصدون ميامي لرؤية قائد الانقلاب الكروي ميسي وهذا الامر اعطي زخما كبيرا لرياضة على الهامش بدون مبالغة في أمريكا ولولا وجود أبناء الجاليات هناك وخاصة المكسيك ما تواجد لاعبين في أمريكا وأصبحت مثل الكثير من الدول ذات الكثافة السكانية بلا منتخب او دوري قوي في كرة القدم .

ميسي جعل من مدينة ميامي السياحية " أصلا " مقصدا للجميع .. من نجوم فن ورياضة ومشاهير هوليود وكذلك نجوم ال " NBA " يذهبون لها لرؤية ميسي الذي تتحدث عنه كل وسائل الإعلام الامريكية .

هذا الساحر حول الشغف كله الى كرة القدم .. بعد أن كانت تذكرة مباراة ميامي مع أي فريق لا تتعدي 20 دولارا أصبحت الان برقم خيالي يصل إلى الف دولار في بعض الأماكن بالملعب .. ليس هذا فقط بل ان الملاعب أصبحت كاملة العدد في سابقة لم تحدث من قبل والجميع ينتظر رؤية ميسي والسحر الذي يقدمه للجماهير مع فريق ميامي  .

ميسي قاد فريقا يحتل المركز الأخير في مجموعته بالدوري الأمريكي الى التتويج ببطولة كاس الدوريات ووصل لنهائي كأس امريكا ويلعبه يوم 27 سبتمبر الجاري  وهذا لم يحدث في تاريخ ميامي وانا هنا لا اتحدث عن جوانب فنية ولكن اتحدث عن قيمة لاعب وتأثيره على بلد كبير مثل أمريكا وتغير فكر من يعيش فيها ويحول بوصلة الاهتمام إلى كرة القدم .

أصبحت صور وتي شيرتات ميسي تملأ كل المتاجر الكبيرة في أمريكا وهذا ليس في ميامي او ولاية فلوريدا التي ينتمي إليها النادي الذي يلعب له وفي كل مكان .

شاهدتها في متاجر " التايمز سكوير " الشهيرة في أمريكا وهذا لم يكن من قبل طبيعي ان تشاهد تي شيرت نجم سلة او نجم بيسبول ولكن ان تشاهد تي شيرت نجم كرة قدم من الصعب الا في المتجر الشهير للاسطورة بيليه في التايمز سكوير .

من الآخر : هناك أشخاص يمكنهم أن يغيروا ويؤثرون في مجتمعات صعب فيها التأثير لما لها من ثوابت راسخة في الرياضة تتمثل في أن كرة السلة هي اللعبة الأولى دون منازع .. وينجح الاسطورة ميسي ان ينشر بريقه ويعيد رسم خارطة الاهتمام الامريكية صوب كرة القدم.

 ويزيد الشغف عن عشاق اللعبة ويخدم اسرة كرة القدم العالمية باهتمام دولة كبيرة بمجتمعها الواسع والمنتشر في مساحة كبيرة وتصبح كرة القدم بمثابة رقم في أمريكا بعد أن كانت هامشية والسبب في ذلك اسطورة كرة القدم التاريخية ميسي .. 
شكرا الاسطوره

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.